آخر الأخبار

نصوص أدبية مسيحية «خطاب القديس هيبوليتس عن نهاية العالم - ضد المسيح» ( الجزء الأول )

خطاب القديس هيبوليتس عن نهاية العالم - الجزء الأول

من النصوص الأدبية المسيحية للعصور الأولى ومترجم من النصوص القديمة

نبذة عن حياة القديس هيبوليتس   

القديس هيبوليتس Hippolytus الروماني، ولد عام 170م، كان تلميذًا للقديس إيريناؤس أسقف مدينة ليون، والقديس إيريناؤس كان تلميذًا للقديس بوليكاربوس، والقديس بوليكاربوس كان تلميذًا للقديس يوحنا الحبيب. عاصر القديس هيبوليتس العلامة أوريجانوس، وأسقفًا على مدينة بورتوس بالقرب من روما، واستشهد عام 235م


القديس هيبوليتس الرومانى

أهم أعماله:

1. دحض كل الهرطقات: حيث يبيّن الكاتب على غرار القدّيس إيريناوس في كتابه الشهير "ضدّ الهرطقات"، فساد التعاليم التي تبنّاها هراطقة عصره. كما يحاول هيبوليتس أن يبرهن على أنّ الهراطقة استقوا عقائدهم من الفلسفة اليونانيّة وليس من الكتاب المقدس، لذلك هم ليسوا مَسِيحِيين.

2. بعض الكتابات تحتوى على بعض شذرات من شروحات في الكتاب المقدس.

3. وضع هيبوليتس دراسة عن "ضِدُّ الْمَسِيحِ" يعرض فيها الطريقة التي سيأتي فيها "ضِدُّ الْمَسِيحِ" وكيف سيقيم الاضطهاد على الناس جاعلًا نفسه إله، ثمّ يختم بالحديث عن مجيء الربّ يسوع وظهور ملكوت الله.

4. موضوع نهاية العالم كان شاغلًا للناس عبر الأزمنة المختلفة، وقد انشغل تلاميذ السيد المسيح بهذا الموضوع، وسألوا السيد المسيح عندما كان جالسًا على جبل الزيتون: " وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟"، وقد أجابهم السيد المسيح عن سؤالهم لكنه لم يحدد ميعاد نهاية الأيام ومجيئه الثاني: "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ". وقد أشار بعض الآباء في كتاباتهم عن نهاية العالم ويوم الدينونة والمجيء الثاني لربنا يسوع، مثل: القديس إيريناؤس، والعلامة ترتليان، والقديس جيروم والقديس هيبوليتس. 

خطاب القديس المبارك هيبوليتس عن نهاية العالم، وعن ضِدُّ الْمَسِيحِ، وعن المجيء الثاني لربنا يسوع المسيح.
"كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ"  

(1) منذ ذلك الحين، ظل الأنبياء المباركون أعينًا لنا، ويوجهون سلوكنا للإعلان الواضح عن الأشياء السرية، سواء من خلال الحياة أو من خلال الإعلان، ومن خلال إلهام الروح القدس، وكذلك التحدث عن أشياء التي لم تحدث بعد. وبهذه الطريقة أيضًا صوروا لجميع الأجيال أروع الموضوعات للتأمل والعمل. وهكذا أيضًا بشروا بقدوم الله في الجسد إلى العالم، وظهوره بمريم النقية والتي تحمل الله بواسطة الولادة والنمو، وطريقة حياته ومحادثاته مع الناس، وإظهار لاهوته بالمعمودية، والولادة الجديدة التي يجب أن تكون لجميع الناس، والتجديد بواسطة جرن المعمودية؛ وكثرة معجزاته، وآلامه المباركة على الصليب، والإهانات التي حملها على يدي اليهود، ودفنه، ونزوله إلى الجحيم، وصعوده، وفداء الأرواح التي كانت منذ القدم، وهلاك الموت، وقيامته من الموت، وإعادة خلق العالم بالمعمودية، ورجوعه إلى السماء، وحلول الروح القدس على الرسل، ومرة ​​أخرى المجيء الثاني، المقدَر له أن يعلن كل شيء. لأنهم باعتبارهم شهود لذلك، فإنهم بالضرورة أشاروا وتحدثوا عن هذه الأشياء من قبل.

(2) ومن هنا أيضًا، أشاروا لنا بيوم القيامة، وأشاروا مسبقًا إلى يوم المرتد الذي سيظهر ويخدع الناس في أخر الأزمنة، وبداية مملكته ونهايتها، وقدوم الديان، وحياة الأبرار وعقاب المذنبين، حتى يمكننا جميعًا، بالنظر لهذه الأمور يومًا بعد يومٍ وساعةٍ بساعةٍ، كأبناء الكنيسة، أن نعرف أنه: "ليس هناك مثقال ذرة واحدة من هذه الأشياء ستسقط"، كما أُعلنها المخلص نفسه.


القديس هيبوليتس الرومانى


دعكم إذن، أفتحوا أعين قلوبكم وآذان روحكم، وتقبلوا الكلمة التي نحن على سنتحدث بها. لأني سأكشف لكم اليوم رواية مليئة بالرعب والخوف بسرد يوم القيامة، ولا سيما، ضلال العالم كله من قبل العدو والشيطان؛ وبعد هذا المجيء الثاني لربنا يسوع المسيح.

(3) من أين أبدأ إذن يا محبي المسيح؟ وبماذا سأبدأ، أم ماذا سأشرح؟ وماذا أشهد على الكلام الذي قيل. لكن دعونا نأخذ هؤلاء (أي الأنبياء والرسل) الذين سنبدأ معهم هذا الخطاب، ونستعرضهم كشهود موثوقين، لتأكيد عرضنا للأحداث التي ستتم سردها؛ وبعدها تعليم الرسل، أي (تنبؤاتهم)، حتى نعرف كيف يبشرون بيوم القيامة في العالم. هؤلاء الأنبياء والرسل الذين قالوا أمور لم تتحقق بعد، وأعلنوا عن مكائد وخداع الأشرار، الذين سيظهروا، تعالوا ودعونا نقدم إشعياء كشاهدنا الأول، الذي يتكلم عن نهاية الأيام. فماذا يقول؟ "بِلاَدُكُمْ خَرِبَةٌ. مُدُنُكُمْ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ. أَرْضُكُمْ تَأْكُلُهَا غُرَبَاءُ قُدَّامَكُمْ، وَهِيَ خَرِبَةٌ كَانْقِلاَبِ الْغُرَبَاءِ" ، أترون أيها الأحباء، حيث أعلن ذلك منذ أجيال عديدة. لأنه لم يتكلم عن اليهود بهذه الكلمة القديمة، ولا عن مدينة صهيون، بل عن الكنيسة. لأن جميع الأنبياء أعلنوا أن صهيون هي العروس التي أتت من الأمم.

(4) لذلك دعونا نوجه حديثنا إلى شاهد آخر. استمع إلى هوشع النبي، وهو يتكلم بصوت عالٍ هكذا: "وَإِنْ كَانَ مُثْمِرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ، تَأْتِي رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ، رِيحُ الرَّبِّ طَالِعَةً مِنَ الْقَفْرِ فَتَجِفُّ عَيْنُهُ وَيَيْبَسُ يَنْبُوعُهُ. هِيَ تَنْهَبُ كَنْزَ كُلِّ مَتَاعٍ شَهِيٍّ. تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أطفالهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ" 

(5) بمناسبة اتفاق النبيين (إشعياء وهوشع). تعرف على نبي آخر يعبر عن نفسه بنفس الطريقة. فأن عاموس تنبأ بنفس الأشياء بطريقة متوافقة (معهم) تمامًا: "لِذلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَدُوسُونَ الْمِسْكِينَ، وَتَأْخُذُونَ مِنْهُ هَدِيَّةَ قَمْحٍ، بَنَيْتُمْ بُيُوتًا مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ وَلاَ تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَغَرَسْتُمْ كُرُومًا شَهِيَّةً وَلاَ تَشْرَبُونَ خَمْرَهَا لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ ذُنُوبَكُمْ كَثِيرَةٌ وَخَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ أَيُّهَا الْمُضَايِقُونَ الْبَارَّ، الآخِذُونَ الرَّشْوَةَ، الصَّادُّونَ الْبَائِسِينَ فِي الْبَابِ لِذلِكَ يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ" 

أعلموا أيها الأحباء شر رجال ذلك الزمان، كيف يفسدون البيوت والحقول وينالون ما يريدونه. لأنه متى حدثت هذه الأشياء تعلمون أنها النهاية. لهذا السبب علمت بحكمة هؤلاء الأنبياء وتنبؤاتهم الذين سيكونون في تلك الأيام. جميع الأنبياء كما قلنا سابقًا، أشاروا بوضوح إلى الأحداث التي ستكون في الأزمنة الأخيرة، تمامًا كما أعلنوا أيضًا عن أشياء حدثت منذ القدم.

(6) ولكن حتى لا نضيع مناقشتنا في مراجعة أقوال الأنبياء، دعونا نعود إلى الأمر الذي نحن بصدده. إذن ما الذي يقوله ميخا في نبوته؟ "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُضِلُّونَ شَعْبِي، الَّذِينَ يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ، وَيُنَادُونَ: «سَلاَمٌ»! وَالَّذِي لاَ يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ شَيْئًا، يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْبًا: «لِذلِكَ تَكُونُ لَكُمْ لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا. ظَلاَمٌ لَكُمْ بِدُونِ عِرَافَةٍ. وَتَغِيبُ الشَّمْسُ عَنِ الأَنْبِيَاءِ، وَيُظْلِمُ عَلَيْهِمِ النَّهَارُ. فَيَخْزَى الرَّاؤُونَ، وَيَخْجَلُ الْعَرَّافُونَ، وَيُغَطُّونَ كُلُّهُمْ شَوَارِبَهُمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابٌ مِنَ اللهِ" . سبق أن قيلت هذه الأمور حتى تعرفوا الألم الذي سيكون في الأزمنة الأخيرة والقلق الذى سيصيب الناس في سلوك حياتهم نحو بعضهم البعض وحسدهم وبغضهم وخصامهم، وإهمال الرعاة للرعية، وتصرفات الرعية العنيدة تجاه الكهنة.

(7) لذلك يسير الجميع حسب شهوتهم. والآباء سيكرهون أطفالهم، وسيضع الأطفال أيديهم على والديهم. ستتخلى الزوجة عن زوجها حتى الموت، وسيتهم الزوج زوجته ويحضرها إلى المحكمة كمجرمة. سيحكم السادة على خدمهم بوحشية، سيكون السلوك العنيد للخدم نحو أسيادهم. لا أحد سيبجل شيب الشعر عند المسنين، ولا أحد سيحنو على الشباب. ستكون هياكل الله في الكنائس مثل البيوت (أي لا يوجد احترام لقداسة الهيكل والمذبح في الكنيسة)، وستكون هناك تذمرات للكنائس في كل مكان. الكتاب المقدس سيُحتقر، وفي كل مكان سيترنمون ترانيم الشيطان وضِدُّ الْمَسِيحِ، والفسق والزنى والحنث سيملأ الأرض وكذلك السحر والتعاويذ وقراءة الغيب. وسيرفض من بين هؤلاء الذين أعلنوا وجاهروا بإيمانهم المَسِيحِي.

القديس هيبوليتس الرومانى


ثم نأتي للأنبياء الكذبة، والرسل الكذبة، والدجالين، والذين يلحقون الأذى بغيرهم، والظالمين، والكذابين سيكونون ضد بعضهم البعض، والعاهرون والزناة واللصوص والطماعون ومن يحنثون بالحق، سيكرهون بعضهم البعض.


 الرعاة مثل الذئاب. الكهنة سيجاهرون ضد ايمانهم. سيشتهي المنعزلين عن العالم ما في العالم. الغني سيكون قاسي القلب، الحكام لا يساعدون الفقراء، سوف ينزعون من قلبهم كل شفقة. القضاة سيحكمون ضد الأبرياء ويتلقون الرشاوي وينادون بالظلم.

المراجع : 
 The Extant Works and Fragments of Hippolytus
Part II.—Dogmatical and Historical
Treatise on Christ and Antichrist

👈👈👈ننتظركم فى الجزء الثانى ........... اضغط هنا

4 تعليقات


  1. كلها علامات نهاية الايام.الايام الصعبة التى أصبحت بلا طعم

    ردحذف
    الردود
    1. كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا. 2يو 9:1

      حذف

  2. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. مت 13:24

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال