عيد المظال Feast of Tabernacles
v هو شكل الأعياد السنوى الكبرى التى كان يجب على كل
ذكر في إسرائيل أن يتراءى أمام الرب في الموضع الذي يختاره (تثنية 16:16) ويعرف
بالعبرانية "سكوت" واشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالاً أثناء مدة
العيد (لاويين 40:23-42).
v كانت هذه المظال تنصب بعد تشييد الهيكل في أورشليم في ساحات المدينة وعلى سطوح البيوت وأفنيتها وفى دور الهيكل (نح 16:8) وعلى الجبال المجاورة لأورشليم. وهى مصنوعة من أغصان الأشجار الخضراء الكثيفة الأوراق وعلى كونه زراعياً في الأصل والجوهر (لا 39:23) فقد اختلط بذكرى تاريخية وهى إقامة العبرانيين في المظال في البرية (لا 43:23، عد 12:29-38، هو 9:12).
v
كان هذا العيد يستغرق سبعة أيام مع يوم أخير
للراحة ويسمى اليوم العظيم من العيد (يوحنا 37:7) تبدأ يوم 15 من شهر
"أيثانيم" الموافق "تشرى" وهو الشهر السابع من شهور السنة الدينية.
أى بعد عيد الكفارة بأربعة أيام. عند نهاية الفصل الزراعى بعد أن تكون غلال
البيادر وبساتين الزيتون والكروم قد أدخلت إلى الأهراء. ولذا يسمى "عيد
الجمع" وبهذا عرف عند تأسيسه (خروج 16:23، 22:43، تثنية 13:16-15) كانت
الشريعة تقضى بتحريم القيام بأى عمل في اليوم الأول واليوم الأخير من هذا العيد.
ويقول يوسيفرس المؤرخ اليهودى أن عيد المظال
هو أكبر وأقدس أعياد اليهود وأكثرهم مسرة للشعب. وكانوا يقرأون التوراة كلها في
الهيكل في عيد المظال كل سبع سنين إذ جاء... "فِي نِهَايَةِ السَّبْعِ
السِّنِينَ فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ فِي عِيدِ المَظَالِّ. حِينَمَا
يَجِيءُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل لِيَظْهَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي المَكَانِ
الذِي يَخْتَارُهُ تَقْرَأُ هَذِهِ التَّوْرَاةَ أَمَامَ كُلِّ إِسْرَائِيل فِي
مَسَامِعِهِمْ" (تثنية 10:31-11).
ما هي
أهم سمات هذا العيد ؟
👈أولاً: إتسامه بالفرح الشديد، فقد عرف هذا العيد بكثرة
الذبائح والعطايا من الأغنياء للفقراء ليفرح الكل (تثنية 14:16) خاصة وأنه يأتى
بعد عيد الحصاد، فيقدم الكل مما وهبه الله حتى لا يظهروا فارغين أمام الرب.
👈ثانياً: السكنى فى المظال لمدة سبعة أيام يليها اليوم
الثامن الذى يحسب عيدا مستقلا بذاته له طقسه الخاص به وذبائحه ولا يبقى الشعب فى
المظال فيه.
+ اتسم هذا العيد بطقسه الفريد، الذى تميز
بظاهرتين متكاملتين هما سكب الماء والإنارة.👇👇
👈"سكب الماء" فمن جهة يذكر التلمود أنه إبتداء من اليوم الأول ولمدة سبعة أيام يخرج فى الفجر موكبان عظيمان، أحدهما يتوجه لجمع أغصان الزيتون وسعف النخيل والأشجار الأخرى. والثانى يتوجه إلى بركة سلوام ومعه أحد الكهنة يحمل أبريقاً ذهبياً ليغرف فيه من ماء البركة ويملأ الأبريق.
وكان يرافق الموكبين جماعات المرنمين ليعود الموكبان بين الهتافات والترانيم ويصل الكل إلى الهيكل فى وقت واحد، فتقدم محرقة الصباح ويقيم حاملوا الأغصان مظلة جميلة على المذبح بينما يستقبل الكهنة زميلهم الذى يحمل الأبريق الذهبى بالنفخ ثلاثاً فى الأبواق، حتى إذا وصل إلى أعلى درج المذبح راح يصب الماء فى وعاء فضى موضوع فى الناحية الغربية من المذبح
بينما هناك كاهن آخر يحمل أبريقاً آخر من الذهب يصب خمراً فى وعاء فضى آخر موضوع فى الناحية الشرقية. وكان فى قاع كل من الوعائين أنبوبة اتصلت أحدهما بالأخرى، فعندما يسيل مجرى الماء ومجرى الخمر امتزجا كليهما فى أنبوبة مشتركة وسالا معاً إلى وادى قدرون. وكان الناس يستقون الماء بفرح من بركة سلوام فى أيام العيد تذكاراً لخروج الماء من الصخرة على يد موسى النبى وشرب آبائهم منها. هذا الطقس الخاص بسكب المياه على المذبح وشربها من بركة سلوام وقد إلتحم بطقس الأغصان وتلويحها مع التهليل والترنم
👈"الإنارة"وهو طقس آخر هو طقس ففى هذا العيد تضاء فى رواق النساء فى الهيكل أربع منارات عالية تبلغ إرتفاع الواحدة نحو 50 ذراعاً يصلون إليها لإشعالها بواسطة سلم، فى أعلى كل منها أربعة سرج كبيرة من الذهب، وكانت فتائلها من ملابس الكهنة القديمةوكانت أنوارها ترى فى كل هذه المدينة، وكان الشعب أيضاً يضيئون مصابيح الشوارع لتصير المدينة كلها أشبه بكتلة من النور البهيج، كما كانوا يزينون المنازل بالزهور. وقد إرتبط النور بالفرح، فكان الكهنة يرقصون ويترنمون وهم على الدرجة الخامسة عشر من درجات الهيكل.
أما علة إرتباط الماء بالنور فى
هذا العيد فبحسب التقليد اليهودى أن عمود السحاب (الماء) والنار (النور) ظهر لأول
مرة لليهود فى 15 تشرى، أول أيام العيد، كما أنه فى نفس اليوم نزل موسى من الجبل
وأعلن عن إقامة خيمة الاجتماع، وفى نفس اليوم دشن هيكل سليمان ونزلت الشكينة (ملوك
الأول 8، أخبار الأيام الثانى 7).
بجانب هذين الطقسين المتكاملين "سكب
الماء والإنارة" كانوا يترددون على الهيكل، وهم يحملون الأغصان فى أياديهم،
بينما الكهنة يدورون حول المذبح هاتفين "أوصنا. يا رب أعنا. يا رب
أنجحنا"... وفى اليوم السابع، كانوا يدورون هذه الدورة سبع مرات تذكار لطواف
آبائهم حول آريحا وسقوط أسوارها واستيلائهم عليها (انظر يشوع 6).
ماذا عن طقس العيد ؟
يبدأ فى
مساء يوم 14، ينفخ الكهنة فى الأبواق إعلانا عن قدوم العيد، وينظفون مذبح المحرقة،
وبعد منتصف الليل مباشرة يفتحون الأبواب حتى يتسنى للشعب أن يدخل للإشتراك فى
الاحتفالات العظيمة بالعيد.
كان عدد الذبائح التى تقدم فى هذا العيد أكثر منها فى أى عيد آخر، إذ كان
يبلغ عددها 189 ذبيحة خلال الأيام السبعة (عدد 12:29-40):
عيد الأبواق Feast of Trumpets
v هو عيد بداية السنة المدنية، وبداية الشهر السابع من السنة الدينية، أهم ما يمتاز به هذا العيد هو "الهتاف" حيث يحتفل به اليهود بالهتاف في الأبواق، لهذا دعى "عيد الهتاف" أو "عيد الأبواق"، والكلمة العبرية "تروعه"، قد تعنى إما "هتاف" الشعب وإما "قصف" البرق، أو كليهما معا. هذا اليوم، أول تشرى يسميه اليهود "روش هشنه" أى رأس السنة.
أنه أول السنة الزمنية، يوم رأس السنة. وقد
سمى في عصر الهيكل الثانى وما بعده "بعيد السنة الجديدة" ويعتبر
الحاخاميون هذا العيد "عيد ميلاد العام" حيث يجمعون ثمار العام القديم
ويبذرون بذار السنة الجديدة.
v كان الكهنة هم من يبوقون في الأبواق في الخدمات المقدسة وفى المواسم والأعياد بالأبواق المصنوعة من الفضة، أما في عيد الكفارة فكان البوق من قرن الكبش. وكذلك في عيد الأبواق لم يكن البوق الذي يستعمل هو البوق الفضى المنصوص عنه في (عدد 2:10-10) بل "الشوفار" أى قرن الكبش "يوبل" وهو عبارة عن قرن خروف أحيط فمه الذي ينفخ فيه بالذهب.
ويقولون أنه كان يذكرهم بالخروف الذي أعده الله لإبراهيم فقدمه عوضاً عن إسحق ابنه (تكوين 13:22) في باقى الأعياد والمحافل كان الكهنة يبوقون داخل الهيكل على الذبائح أو خارجة، أما عيد الأبواق فكان الكهنة يبوقون من غروب الشمس من اليوم السابق للعيد إلى شروقها. ويقول المعلمون أنهم كانوا يبوقون ثلاثين مرة متوالية.
بل كان مصرحا
لكل أفراد الشعب أن يبوقوا في أنحاء البلاد إعلانا عن العيد وإبتهاجا به. إلا غذ
وقع العيد في يوم السبت فعندئذ لا يصح الهتاف بالأبواق غلا داخل الهيكل، وكان هدف
الهتاف بالأبواق دعوة اليهود ليستعدوا للحضور أمام الرب، لذلك قال "عُطْلَةٌ
تِذْكَارُ هُتَافِ الْبُوقِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ" (لاويين 24:23).
أما غاية هذا العيد فهو:
أولاً: بدء السنة الجديدة، وكأنه عيد رأس السنة.
ثانياً:
تقديس العام كله بكونه الشهر السابع (دينيا) هو بكر الشهور، فيه تقام أعظم
الأعياد.
ثالثاً:
يرى البعض فى هذا العيد إعداداً للشعب للإحتفال بعيد الكفارة فى منتصف الشهر حين
يبلغ القمر كماله، فتنعم الكنيسة بكمالها خلال كفارة الصليب.
رابعاً:
تذكار الشريعة التى رافقتها أصوات الرعود والبروق.
وفى هذا العيد كانوا يعتكفون عن كافة
الأعمال الدنيوية ويتفرغون للعبادة وتقديم الذبائح
هذه
الأبواق كانت ترمز للبوق الأخير فى القيامة العامة "31فَيُرْسِلُ
مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ
الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا"
(متى 31:24) هكذا فإن هذا العيد يرمز إلى القيامة العامة، عندما يبوق الملائكة فى
مجئ المسيح الثانى "52فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ
الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ،
وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ" (كورنثوس الأولى 52:15) لقد كان الشعب قديماً يتذكرون
ذلك البوق الذى سيبوق فى القيامة العامة ونهاية العالم، وكانوا يحتفلون به كل عام،
لكى يتذكروا نهاية الأيام، وزوال العالم... كان هذا العيد يرمز لنهاية العالم.