آخر الأخبار

نصوص أدبية مسيحية «خطاب القديس هيبوليتس عن نهاية العالم - ضد المسيح» ( الجزء الثانى )

خطاب القديس هيبوليتس عن نهاية العالم - الجزء الثانى

من النصوص الأدبية المسيحية للعصور الأولى ومترجم من النصوص القديمة

(8) وماذا سأقول عندما تتخلى عناصر الكون من نظامها وترتيبها؟ سيكون هناك زلازل في كل مدينة وأوبئة في كل بلد، ورعود رهيبة وبروق مخيفة ستحرق البيوت والحقول، عواصف الرياح ستؤدي إلى اضطراب البحر والأرض بشكل غير مألوف؛ ويكون بلا ثمر في الأرض، وزئير في البحر وهياج لا يطاق لهلاك نفوس وأرواح البشر.

القديس هيبوليتس


ستكون هناك علامات في الشمس، وعلامات في القمر، انحرافات النجوم عن مسارها، قلق في الأمم، توترات في الغلاف الجوي، تدفق البرد (hail) على وجه الأرض، فصول الشتاء القاسية البرودة، صقيع مستمر غير مألوف، رياح حارقة لا هوادة فيها، رعود مُفاجئة وحرائق غير متوقعة؛ وبصفة عامة العويل والنوح في كل الأرض ولا معزي "وَلِكَثْرَةِ الإثم تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ" متى 12:24

نهاية العالم


بسبب هياج وتقلبات كل ذلك، يصرخ رب الكون في الإنجيل قائلًا👈: "انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلًا، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا".لوقا 21: 8، 9 .لنتأمل كلمة المخلص، كيف أنه حذرنا من أجل خلاصنا وسلامنا: "انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ!" متى 24: 4، 5 

(9) والآن بعد أن صعد السيد المسيح إلى الآب، قام بعض الأشخاص قائلين: "أَنَا الْمَسِيحُ"، مثل سمعان ماجوس (وهو سيمون الساحر الذى ورد ذكره في سفر أعمال الرسل: "وَكَانَ قَبْلًا فِي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُونُ، يَسْتَعْمِلُ السِّحْرَ وَيُدْهِشُ شَعْبَ السَّامِرَةِ، قِائِلًا إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ! أعمال الرسل 8: 9،والبقية، الذين ليس لدينا وقت لذكر أسمائهم في الوقت الحالي. 

لذلك أيضًا في اليوم الأخير من القيامة، سيقوم مسحاء كذبة مرة أخرى قائلين: "أَنَا الْمَسِيحُ"، وسيخدعون كثيرين. وتهرول جماهير من الناس من المشرق إلى المغرب ومن الشمال إلى البحر، يبحثون عن المسيح قائلين: "أين هو المسيح؟ أين يكون المسيح؟" لكن لكونهم يمتلكون غرورًا باطلًا،وفاشلون في قراءة الكتاب المقدس بتريث وإمعان، ولا يتمتعون بعقل سليم، فسوف يبحثون عن المسيح لكنهم لن يتمكنوا من العثور عليه. هذه الأشياء يجب أن تحدث أولًا؛ لأنه لابد أن يظهر ابن الهلاك (أي ما نقول عنه الشيطان)

(10) والرسل، الذين يتكلمون عن الله في إثبات حقيقة مجيء ربنا يسوع المسيح، قد أشاروا إلى ظهور هؤلاء الممقوتين المخربين والمفسدين الذين يعلنون صراحة أفعالهم ضد الله.

أرشدنا القديس بطرس عندما قال: "عَالِمِينَ هذَا أَوَّلًا: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ"بطرس الثانية 3:3. وأيضًا يكون بينكم معلمين كذبة يجلبون سرًا هرطقات رديئة.

بعده القديس يوحنا اللاهوتي ومحبوب المسيح يصرخ متفقًا معه (مع بطرس): "بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ"يوحنا الأولى 3: 10 "قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ" يوحنا الأولى 2: 18،لكن لا تتبعهم. لا تصدق كل روح، "لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ"يوحنا الأولى 4: 1. ثم قال يهوذا شقيق يعقوب أيضًا: "إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ"يهوذا 1: 18. يستبيحون كل شيء بدون خوف. لقد لاحظتم اتفاق وانسجام اللاهوتيين والرسل في تعاليمهم.

(11) أخيرًا، أسمع بولس وهو يتكلم بجرأة، وكشف بوضوح هذه الأحداث: "اُنْظُرُوا الْكِلاَبَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. انْظُرُوا الْقَطْعَ"فيلبي 2:3، "اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل"كولوسي 8:2.. إن الأيام شريرة "انْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ. مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ"أفسس 5: 15، 16.

حسنًا إذن، أي عذر يمكن للإنسان أن يسمع هذه الأشياء في الكنيسة من الأنبياء والرسل، ومن الرب نفسه، ومع ذلك لا ينتبه إلى خلاص روحه ونفسه عندما يأتي يوم الدينونة وتلك الساعة التي سنقف فيها أمام كرسي المسيح.

(12) وبعد أن انتهينا من سرد هذه الأحداث، سننتقل في معرض حديثنا إلى تلك الأمور التي سنحددها بالترتيب. لذلك فإنني أشير إلى أن شاهدًا جديرًا بالثقة - أي النبي دانيال - الذي فسر رؤيا نبوخذ نصر، منذ بداية الملوك حتى نهايتهم، أشار إلى الطريق الصحيح الذى يجب أن نمشي فيه في إظهار الحقيقة.

لأنه ماذا يقول النبي وقد أعلن الأمر بوضوح لنبوخذ نصر قائلا: "أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدًّا وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. رَأْسُ هذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعًا، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلًا كَبِيرًا وَمَلأَ الأرض كُلَّهَا. "دانيال 2: 31-35


تمثال دانيال


(13) لذلك، عندما ندمج رؤيا دانيال النبي بالرؤى السابقة، نكون رؤيا واحدة، ونتبين مدى صحة واتفاق هذه الأشياء التي رآها النبي في الرؤيا مع تلك التي رآها نبوخذ نصر مسبقًا.

 لأن النبي يتكلم هكذا: "أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤْيَايَ لَيْلًا وَإِذَا بِأَرْبَعِ رِيَاحِ السَّمَاءِ هَجَمَتْ عَلَى الْبَحْرِ الْكَبِير. وَصَعِدَ مِنَ الْبَحْرِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ عَظِيمَةٍ، هذَا مُخَالِفٌ ذَاكَ. . الأَوَّلُ كَالأَسَدِ وَلَهُ جَنَاحَا نَسْرٍ. وَكُنْتُ أَنْظُرُ حَتَّى انْتَتَفَ جَنَاحَاهُ وَانْتَصَبَ عَنِ الأرض، وَأُوقِفَ عَلَى رِجْلَيْنِ كَإِنْسَانٍ، وَأُعْطِيَ قَلْبَ إِنْسَانٍ. وَإِذَا بِحَيَوَانٍ آخَرَ ثَانٍ شَبِيهٍ بِالدُّبِّ، فَارْتَفَعَ عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ وَفِي فَمِهِ ثَلاَثُ أَضْلُعٍ بَيْنَ أَسْنَانِهِ، فَقَالُوا لَهُ هكَذَا: قُمْ كُلْ لَحْمًا كَثِيرًا. وَبَعْدَ هذَا كُنْتُ أَرَى وَإِذَا بِآخَرَ مِثْلِ النَّمِرِ وَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةِ طَائِرٍ. وَكَانَ لِلْحَيَوَانِ أَرْبَعَةُ رُؤُوسٍ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا. بَعْدَ هذَا كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابعٍ هَائِل وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدًّا، وَلَهُ أَسْنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ كَبِيرَةٌ. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. وَكَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ. كُنْتُ مُتَأَمِّلًا بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ، وَإِذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هذَا الْقَرْنِ، وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ. " دانيال 7: 2-8

(14) الآن، بما أن هذه الأمور التي قالها النبي دانيال بطريقة رمزية تبدو صعبة الفهم للجميع، فلن نخفي أيًا منها عن أولئك الذين يملكون عقلًا سليمًا. بذكر الوحش الأول، وهو الأسد الذى يخرج من البحر، دانيال يقصد به مملكة البابليين التي أقيمت في العالم؛ و هو أيضًا "الرأس الذهبي" لهذه الصورة. وبتحدثه عن "لَهُ جَنَاحَا نَسْرٍ"، يُظهر أن الملك نبوخذ نصر قد رُفع وارتفع على الله. ثم يقول أن "انْتَتَفَ جَنَاحَاهُ"، وهذا يعني أن مجده قد خرب: لأنه طُرد من مملكته.

وفي قوله إن "أُوقِفَ عَلَى رِجْلَيْنِ كَإِنْسَانٍ، وَأُعْطِيَ قَلْبَ إِنْسَانٍ"، يعني أنه تاب، واعترف أنه هو نفسه مجرد إنسان، وأعطى المجد لله. ها أنا بذلك قد كشفت عن شبه الوحش الأول.

المراجع:

 The Extant Works and Fragments of Hippolytus
Part II.—Dogmatical and Historical
Treatise on Christ and Antichrist


👈👈👈  للدخول الى الجزء الأول من الخطاب اضغط هنا

👈👈👈  للدخول الى الجزء الثالث من الخطاب اضغط هنا





إرسال تعليق


أحدث أقدم

نموذج الاتصال