عيد الفطير
v بمغيب شمس اليوم 14 يبدأ عيد الفطير وهو اليوم 15
من شهر نيسان. ويشتق اسمه من الكلمة العبرية "مصوت = Mazzot" ويسمى في الكتاب "خبز المشقة" (تثنية 3:17). وكان
يبدأ في ليلة الفصح نفسها ويستمر 7 أيام فيها يأكلون فطير وهو الخبز الوحيد الذي
كان مسموحاً به طيلة الأسبوع. والنفس التى تأكل خميرا تقطع من جماعة
إسرائيل (انظر خروج 15:23، لاويين 6:29-8، عدد 17:28، تثنية 1:16-4).
v الأصل في أكل الفطير أن يكون نوعا من التشهيل
وتعبيرا عن خلاص الله السريع إذا اضطروا للخروج وحملوا عجينهم قبل أن يختمر ووضعوه
في ثيابهم (خروج 34:12) وخبزوا خبز ملة فطيرا إذا كان لم يختمر لأنهم طردوا من مصر
ولم يقدر أن يتأخروا فلم يصنعوا لأنفسهم زادا (خروج 39:12) لذلك أصبح من رموز أكل
الفطير الإشارة إلى ذلك الخروج السريع (تثنية 3:16).
v اليوم الأول واليوم السابع محفلا مقدسا لا يعملون
فيهما أى عمل (لاويين 7:23-8) إلا ما هو لازما لإتمام طقس الفرح في العيد. بعد
محرقة الصباح المعتادة، كانت تقدم ذبائح وتقدمات العيد. هذه كانت تتألف في كل يوم
من أيام العيد السبعة، من ثورين ابنى بقر وكبش وسبعة حملان (خراف حولية) لذبيحة
محرقة، ومعها تقدمة الدقيق المخصصة، وكذلك تيسا واحدا لذبيحة خطية للتكفير عنهم
(عدد 19:28-24).
v بعد الإنتهاء من هذه الذبائح العامة عن كل الشعب
كانت تقدم تقدمات الشعب الخاصة (تثنية 16:16، 17) وكان ذلك يتم عادة في اليوم
الأول الموافق 15 نيسان.
v كان عيد الفطير يأتى بعد الفصح مباشرة لأنه هو
نتيجة له!! وإذا كان الخمير يرمز للشر، فالمؤمن الذي تقدس بدم المسيح ـ الذي يشير
إليه دم خروف الفصح ـ كيف يحيا مع الخمير، أو يكون في حياته خمير؟! إن مدة العيد ـ
وهى سبعة أيام ـ تشير على دورة الحياة بأكملها والفترة التى يشير إليها عيد الفطير
هي مدة وجود الكنيسة على الأرض أو حياة المؤمن على الأرض... فإبتداء من الفصح أى
موت المسيح ـ إلى ظهوره الثانى هي فترة يغتذى المؤمنون فيها بالمسيح "تبشرون
بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكروننى إلى أن أجئ" (انظر كورنثوس الأولى
25:11-26).
v ويهمنا أن نشير هنا أن فطير العهد القديم لا يشير
على الإفخارستيا، بل إلى الدخول في الإيمان المسيحى حيث أنه يمثل الميول الداخلية
الخالية من الشر والخبث للمعمدين الجدد.
عيد باكورة
الحصاد Feast of First Fruits
كلمة
باكورات تعنى ( أول كل شئ ) او عربون أو ( ما يقدم نيابة عن )
أهمية
الباكورات أنها أول الحصاد ، فهى تقدمة شكر لله على عنايته بالانسان وبالتالى فإن
الاهمال فى تقديمها يعد سرقة أو سلبا لله
(أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ:
بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.) ملا 8:3
v ارتبط عيد باكورة الحصاد بعيدى الفصح والفطير من جانب وبعيد الخمسين من جانب آخر، إذ يحتفل به خلال أيام الفطير بينما يأتى عيد الخمسين بعده بسبعة أسابيع (لا23-9: 15)أى في اليوم الخمسين منه.
v كان هذا العيد يوافق بوادر حصاد الشعير لأنه كان ينضج قبل الغلات الأخرى. ومع أن الحصاد كان يبدأ في الغالب بعد عيد باكورة الحصاد بمدة. لكن كان عليهم أن يأخذوا حزمة من المحصول قبل أن يحصدوه. ويأتوا بها إلى الكاهن ليرددها أمام الرب حتى يكونوا مبكرين دائماً في إكرام الرب وفى عمل الخير. وكما كان من المحتم عليهم أن يقدسوا له أبكار الناس والحيوانات كان عليهم أيضاً أن يقدموا له باكورات غلاتهم الزراعية. اعترافاً بتلك الحقيقة وهى أن الأرض وكل ما تنتجه إنما هو عطية من الرب.( يقول السيد الرب "مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ. 11فَيُرَدِّدُ الْحُزْمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلرِّضَا عَنْكُمْ. فِي غَدِ السَّبْتِ يُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ" (لا 9:23-10).
والترديد هو رفع التقدمة على يدى
الكاهن إلى أعلى، ملوحا بها نحو الأربع إتجاهات كمن يقدمها لله الموجود فى كل
مكان، ثم يردها ثانية لتصير من نصيب الكهنة، كأنما يتسلمونها منه، يتم هذا العمل
فى غد السبت .
v يمارس طقس هذا العيد بطريقة شعبية مفرحة، ففى اليوم
السابع لعيد الفصح يخرج ثلاثة شيوخ من مجمع السنهدريم بعد غروب الشمس ليحصدوا فى
الحقول المجاورة لأورشليم من الشعير بين هتافات الجماهير وتهليلهم. يحمل كل شيخ
منجلاً وسلة إن حزمة الشعير التى كانت
تقدم. إنما تشير إلى ربنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات... كانت هذه الحزمة
هى باكورة الراقدين (انظر كورنثوس الأولى 20:15).
وترديد حزمة باكورة الحصاد أمام الرب يرتبط
بتقديم ذبيحة خطية، بل تقدم مع ذبيحة محرقة، وذلك لأن المسيح ليس فيه خطية، كما
إنه كان قد أنهي موضوع الخطية على الصليب. وهكذا فحينما قام من بين الأموات كانت
مشكلة الخطية قد أنتهت... أما ذبيحة المحرقة وتقدمتها من دقيق ملتوت بزيت وسكيبها
من الخمر، فكانت تشير على فرحة النصرة بقيامة المسيح.
عيد الخمسين
Day of Pentecost
v كان يقع بعد خمسين يوما من عيد باكورة الحصاد، يوم
تقديم حزمة الترديد أمام الرب. كانت تطلق عليه عدة أسماء: فقد سمي بالعبرانية
"هحشبعوت"، حيث "حاج" بمعني عيد، و"شعبوت" السبوعات
أي الأسابيع. أي "عيد الأسابيع" (خروج 22:34، لاويين 15:23، تثنية
10:16، أخبار الأيام الثاني 13:8).
v أما تعبير العهد الجديد "يوم الخمسين"
(أعمال الرسل 1:2، 16:20) فيشير إلى التحديد الحسابي لموعد العيد، فالعيد يقع يوم
"البنتقسطي" أي في اليوم الخمسين بعد حصاد الشعير في يوم الفصح. وهناك
مجموعة أخرى من الأسماء تشير إلي الاحتفال بنفس العيد على أسس زراعية: فهناك اسم
"عيد الحصاد" (خروج 16:23)، و"يوم الباكورة" (عدد 26:28)
ويسميه العلماء وبالأخص علماء التلمود"عسريت" التى جاءت منها كلمة
العنصرة. والكلمة "عسار" معناها "اجتمع" أو "جمع"
حيث كانوا يجتمعون ويعيدون فى هذا العيد. وهى تأتي أيضا بمعني "منع" أو
"امتنع" لأنه يمتنع فيه عن العمل لأنه يوم مقدس.
v كان "عيد الأسابيع" أول العيدين
الزراعيين لإسرائيل احتفالا بإتمام حصاد الشعير الذي كان يبدأ حصاده عند تقديم
حزمة الترديد (تثنية 9:16، 10) فكان يقع في اليوم الخمسين بعد بدء حصاد الشعير،
وفى نفس الوقت كان يبدأ حصاد القمح: "وتصنع لنفسك عيد الأسابيع أبكار حصاد
الحنطة" (خروج 22:34).
v كانت الصورة العامة للعيد هي احتفال عائلي بالحصاد،
وكان العيد يعتبر "يوم السبت" أي يوم راحة، توقف فيه جميع الأعمال ويظهر
الشعب أمام الرب ليعبروا عن إمتنانهم له: "21وَتُنَادُونَ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ عَيْنِهِ مَحْفَلاً مُقَدَّساً يَكُونُ لَكُمْ. عَمَلاً مَا مِنَ
الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا" (لاويين 12:23) وكان عند اليهود عيد فرح وبهجة.
كان عيد الخمسين طبقا لتقليد الربيين في التلمود هو عيد الاحتفال السنوي بتذكار
تسلم الشريعة في سيناء. فقد قيل أن موسى استلم الشريعة فوق جبل سيناء في اليوم
الخمسين لخروج بني إسرائيل من مصر. ومن هنا جاءت تسميته بالعبرية "عيد البهجة
بالناموس".
v كانت هناك عادة يهودية قديمة حرص عليها اليهود، إذ
كانوا يقضون الليلة السابقة لعيد الخمسين في تقديم الشكر لله من أجل عطية الناموس.
ومازال اليهود حتى الآن يحرصون على هذه العادة فيزينون بيوتهم ويتزينون هم أيضا
تعبيرا عن ابتهاجهم بإعطائهم الشريعة.
v من الواضح أن هذا العيد قد بدأ الاحتفال به بعد
دخول بني إسرائيل أرض الموعد، لأنهم كشعب كثير الترحال لم يكن لهم احتياج لعيد
زراعي ذلك الذي يميز الشعوب المستقرة في المدن، إلا بعد استقرارهم في أرض كنعان.
v ماهو طقس العيد ؟👇👇👇
أهم
ما يتسم به هذا العيد هو صنع "رغيفين من عجين مختمر" ومملحين أمام الرب
(لاويين 17:23) كان الرغيفان
يقدمان باكورة ويردد الكاهن الرغيفين مع صدر وساق كل من خروفي ذبيحة السلامة وبعد
أن يحرق الشحم يأكل اللحم هو ومساعدوه من الكهنة ثم يأخذ رئيس الكهنة أحد الرغيفين
ويقسم الآخر على سائر الكهنة المشتركين في الخدمة. وكان لا يوقدان على المذبح لأن
بهما خمير (لا 11:2).
ويري البعض أن "الرغيفين"
يمثلان اليهود والأمم اللذين تكونت فيهما كنيسة العهد الجديد "لأنه
(المسيح)... لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا وجديدا. صانعا سلاما. ويصالح
الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قائلا العداوةبه" (أفسس 14:2-16).
لكن لماذا الرغيفين فيهما خمير؟... إن
الفطير يشير إلي الرب يسوع الخالي من كل شر، أما الرغيفان فيرمزان إلي المؤمنين
الذين مازالت الخطية ساكنة فيهم... وهكذا نري أن الرغيفين يقدم معهما ذبيحة خطية
لأن الإنسان لا يمكن أن يكون مقبولا أمام الله إلا على أساس القيمة الدائمة لذبيحة
المسيح عن الخطية.
v في وسط هذا الفرح العام يحثهم ليس فقط على تقديم
تقدمات يتمتع بها الغرباء والفقراء... وإنما يؤكد ألا ينسوهم في طريقة الحصاد
عينها، إذ يوصيهم "22وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ
تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ.
لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ" (لاويين
22:23).
v كان عيد الخمسين الذي احتفل به اليهود بعد قيامة
المسيح يعتبر من وجهة نظر المسيحية آخر عيد خمسينى لليهود وهو في نفس الوقت أول
عيد خمسينى (عنصرة) مسيحى. لقد أصبح يوم الخمسين بعد قيامة الرب تذكاراً لحلول
الروح القدس على التلاميذ في العلية في نفس يوم الخمسين اليهودى القديم، حيث يذكر
سفر أعمال الرسل أنه في هذا اليوم تم هذا الحدث الجليل في تاريخ البشرية
"1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ" (أعمال الرسل 1:2).
v قد أوصى الرسل الكنيسة فى قوانينهم بالإحتفال بهذا
العيد محددين بأن يكون عيداً عظيماً ويذكرون السبب [لأن فيه أرسل الرب عطية الروح]
(قوانين الرسل 5: 8:20).