آخر الأخبار

الأعياد فى العهد القديم- عيد الفصح

الاعياد فى العهد القديم

 مفهوم العيد :

ربنا كان يقصد به مفهوم ، والناس وصل لها مفهوم آخر . الأعياد فى العهد القديم هى مواسم الرب ( لاويين23) ، ولم تكن الأعياد للشعب كما جاء فى لاويين 2:23 ( مواسم الرب التى فيها تنادون محافل مقدسة . هذه هي مواسمي ) ، وهى مفرزة لله ولمجده ، وعندما نزع عن الطقوس اليهودية طابعها الروحي لدرجة استبعاد الله من دائرتهم أصبحت الأعياد كما جاء فى انجيل يوحنا ( وبعد هذا كان عيد لليهود . فصعد يسوع الى اورشليم ) يو 1:5


الأعياد فى العهد القديم

( وكان عيد لليهود . عيد المظال قريبا ) يو 2:7

وكان الله يريد منهم ( محافل مقدسة ) اذا كانت الجماعة تجتمع معا للأحتفال ببهجة قلب فى محفل مفرح حول الله القدوس ، وقد شملت هذه المحافل أعياد اسبوعية (السبت) ، أعياد شهرية ، أعياد سنوية ، وسنة سبتية كل سبع سنوات ، ويوبيلية كل خمسين سنة ، والهدف هو أن الله يريد أن نقضى معه فى أعياد لا تنقطع .

الرب هو الذى حدد أعياد اسرائيل كمحافل مقدسة ( تعيدون عيدا للرب ) خر 42:1 ، ( وهذه مواسم الرب ) لا 23 : 2-4

وأيضا لتكون أيام فرح وعبادة ولتذكر مراحم الله كما قال المزمور ( بصوت ترنم وحمد وجمهور مٌعيد )مز 4:42

-أعياد العهد القديم هى كظل ورموز نبوية تشير الى شخص ما وعمل فريد من نوعه سيق فى ملء الزمان على الأرض ، وهذا الشخص هو ربنا يسوع المسيح الذى يفك كل رموز هذه الأعياد ( لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا ) 1كو 2:5

- والقديس أغسطينوس يقول ( أن العهد الجديد كان مخبئا فى العهد القديم والعهد القديم استعل نفى العهد الجديد ).

- العهد القديم لا يقرأ و لايفهم خارج شخص المسيح.

المعنى الكتابى والروحى للعيد

فى اللغة العربية : ما يعود الانسان اليه مرات عديدة أو لأنه اعتاده ، فهى مشتقة من عاد أو عادة

فى العبرية : نقرأ فى سفر التكوين (فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا،46 وَقَالَ يَعْقُوبُ لإِخْوَتِهِ: «الْتَقِطُوا حِجَارَةً». فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ.47 وَدَعَاهَا لاَبَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ ) تك 31: 45-47

وأيضا (وَسَمَّى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ الْمَذْبَحَ «عِيدًا» لأَنَّهُ «شَاهِدٌ بَيْنَنَا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ ) يش 34:22.

فى العبرية معنى عيد : شاهد أو شهادة ، اذا العيد فى معناه الكتابى والكنسي هو الشهادة الدائمة على عمل الله الدائم فى الانسان.

ما هو نظام الأعياد والأصوام اليهودية؟

أولاً: قيام نظام الأعياد على تقديس كل ما هو سابع في الزمن على كل المستويات:👇👇👇

1-  السبت هو السابع في الأيام (خروج 8:20-11).

2-  عيد الأسابيع أو البنتقسطى أو الخمسين بعد سبعة أسابيع من عيد باكورة الحصاد (لاويين 16:23).

3-  الشهر السابع من السنة الدينية له قدسية خاصة، فهو رأس السنة المدنية، ويعيد لبدايته لا كبقية رؤوس الشهور أو كعيد هلال جديد (عدد 10:10) وإنما له احتفال خاص به ويدعى عيد الهتاف أو عيد الأبواق (لاويين 23:23-24).

4-  تقديس كل سنة سابعة كسنة سبتية (خروج 10:23-11، لاويين 1:25-7).

5-  تقديس السنة الخمسين أى اليوبيل وهى السنة التى تلى سبع مرات من السنوات السبتية (لا 8:25-22).

ثانياً: ظهرت أعياد أخرى تمس مناسبات يهودية هامة 👇👇👇

كعيد الفوريم (القرعة) الذي أقامته أستير الملكة مع مردخاى، وعيد تدشين الهيكل أو عيد التجديد الذي تم في أيام يهوذا المكابى (1 مك 56:4-61).

ثالثاً: بالنسبة للأصوام لا يجب الصوم في الاعياد 👇👇👇

فبجانب الصوم الفردى الذي يمكن لكل عضو في الجماعة المقدسة أن يمارسه في أى يوم عدا أيام الأعياد،وجد الصوم العام الأسبوعى في يومى الأثنين والخميس، بين الفصح إلى البنتقسطى، وما بين عيد المظال وعيد التجديد. ففى يوم الخميس صعد موسى إلى جبل سيناء وفى يوم الأثنين نزل عندما استلم الشريعة في المرة الثانية. بعدما قضى أربعين يوماً مع الله فوق الجبل.

تنقسم الأعياد فى اليهودية الى مواسم

مواسم الربيع ( الفصح – الفطير – الباكورة – الخمسين )

مواسم الخريف ( الأبواق – الكفارة – المظال )

الموسم

العيد

التاريخ

الربيع

الفصح

14 نيسان ( أبيب )

الفطير

15- 21 نيسان

الباكورات

16 نيسان

الحصاد

6 سيفان ( سيوان

الخريف

الأبواق

1 تشري ( الشهر السابع )

الكفارة

10 تشرى

المظال

15-21 تشري


عيد الفصح

v    كلمة فصح بالعبرية (بيسح Pesah)  פָסַחְ (Exod. 12:13 WTT)

v    معناها الاجتياز أو العبور وبالعبرية بصخة (  وَيَكُون لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. (Exod. 12:13 AVD) خر 13:12.

 וְהָיָה֩ הַדָּ֙ם לָכֶ֜ם לְאֹ֗ת עַ֤ל הַבָּתִּים֙ אֲשֶׁ֣ר אַתֶּ֣ם שָׁ֔ם וְרָאִ֙יתִי֙ אֶת־הַדָּ֔ם וּפָסַחְתִּ֖י עֲלֵכֶ֑ם וְלֹֽא־יִֽהְיֶ֙ה בָכֶ֥ם נֶ֙גֶף֙ לְמַשְׁחִ֔ית בְּהַכֹּתִ֖י בְּאֶ֥רֶץ מִצְרָֽיִם׃    (Exod. 12:13 WTT)

عيد الفصح

v    كلمة فصح فى العبرية تكتب بكسر الفاء ، وتأتى من الكلمة المصرية القديمة ( بيصة ) تعنى ( يبسط جناحيه فوق للحماية ) ( كَطُيُورٍ مُرِفَّةٍ هكَذَا يُحَامِي رَبُّ الْجُنُودِ عَنْ أُورُشَلِيمَ. يُحَامِي فَيُنْقِذُ. يَعْفُو فَيُنَجِّي ) إش 5:31 ، 

  כְּצִפֳּרִ֣ים עָפ֔וֹת כֵּ֗ן יָגֵ֛ן יְהוָ֥ה צְבָא֖וֹת עַל־יְרֽוּשָׁלִָ֑ם גָּנ֥וֹן וְהִצִּ֖יל פָּסֹ֥חַ וְהִמְלִֽיט׃  (Isa. 31:5 WTT)

اذن فكلمة فصح تأتى أيضا بمعنى الحماية أو الستر

v    كان عيد الفصح يوم 14 مساء أى في ليلة ونهار اليوم الخامس من شهر أبيب ومعناه "شهر الخضرة، أو تكوين السنابل (خروج 4:13) الذي دعى بعد السبى البابلى "بنيسان" (نحميا 1:2) وبعد أكل الفصح ، سبعة أيام عيد الفطير (خروج 15:12) الذي كان يسمى بالتبعية "الفصح" أيضاً (انظر تثنية 2:16، متى 17:26، مرقس 12:14، لوقا 1:22) لأن عيد الفصح أول أيام عيد الفطير.

v    الفصح والفطير عيدين تذكارين لخروج الشعب من ارض مصر. فالفصح كان تذكاراً لخروف الفصح و دمه على القائمتين والعتبة العليا فى كل بيت من بيوت بنى إسرائيل، وهكذا نجا أبكارهم من الملاك المهلك (خر 12، 13) أما الفطير تذكار للفطير الذى أكلوه فى أيامهم الأولى ـ بعد عبورهم البحر الأحمر ـ من العجين الذى أخذوه معهم من مصر إذ كان لم يختمر (خر 39:12) وهو أول عيد يفرضه الرب للإحتفال به "فريضة أبدية" (خر 14:12) ليتذكروا ليلة خروجهم وخلاصهم من العبودية فى أرض مصر وكانت تلك الليلة هى ختام السنة (430) من تغرب إبراهيم (تك 13:15، 14، خر 41:12، 42).

v    الرب نفسه هو الذى رسم نظام ذبيحة الفصح بكل دقة وعناية لكى تكون رمزاً وإشارة ونبوءة مصورة لما سوف يتم فى ملء الزمان من ذبح الحمل الإلهى وأكله وسفك دمه كفارة وخلاصاً لكل من يؤمن به.

v    كان الأول بين الأعياد الثلاثة التى كان يجب فيها على كل الذكور فى إسرائيل أن يظهروا أمام الرب إلههم فى الموضع الذى يختاره (خروج 23:34). كما أمر الرب بنى إسرائيل "كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِساً لِمَيِّتٍ أَوْ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ فَليَعْمَلِ الفِصْحَ لِلرَّبِّ. 11فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي اليَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ يَعْمَلُونَهُ. عَلى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ. 12لا يُبْقُوا مِنْهُ إِلى الصَّبَاحِ وَلا يَكْسِرُوا عَظْماً مِنْهُ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ الفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ. 13لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِراً وَليْسَ فِي سَفَرٍ وَتَرَكَ عَمَل الفِصْحِ تُقْطَعُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا لأَنَّهَا لمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ" (عدد 10:9-13

v    كيف كان الفصح بداية تقويم جديد ؟

      " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً. 2هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ" (خروج 1:12).

      كانت السنة اليهودية تبتدئ مع الخريف فى شهر تشرى (إيثانيم) الذى يقابل أكتوبر ولكن إبتداء من الفصح أصبح لليهود تاريخان، أحدهما دينى والآخر مدنى وأصبح نيسان الذى فيه يذبح خروف الفصح هو أول شهور السنة الدينية عندهم... ومعنى ذلك أن الليلة التى ذبح فيها الخروف الذى خلص بنى إسرائيل، تكون فى الشهر الأول من سنة جديدة وهذه ترمز إلى تاريخ جديد وحياة جديدة، أسقط فيه زمان العبودية بمرارتها وضيقها... لقد كان الدم هو الأساس لحياة جديدة.

v    وصار الفصح محور حياتهم وأهم أعيادهم، فعبور الملاك المهلك عنهم دون أن يصيب أبكارهم لم يكن من أجل برهم أو عدم استحقاقهم للموت بل بسبب دم الخروف الذى ختموا به أبواب بيوتهم طاعة لأمر الرب. وبما أن البكر يمثل العائلة، لذلك ففداء أبكار بنى إسرائيل كان رمزاً لفداء الأمة كلها بفضل مراحم الرب ونعمته المجانية عليهم، وهكذا يتضح من هذا الأمر الإلهى أن خلاص الإنسان هو بداية لتاريخه وأن حياة الإنسان ليس لها وجود حقيقى إلا بخلاصه من موت الخطية وتحرره من عبودية إبليس بتوسط دم الحمل الإلهى "4اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، 5وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ (بموته وقيامته)... 10لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا" (أفسس 4:2، 5، 10).

v    ولكن العجيب أن هذا الشهر الذى تبدأ به السنة الجديدة لا يبدأ بالفصح مباشرة، الفصح فى يوم14 من هذا الشهر! لان حمل الفصح كان مثالاً للمسيح، فإن مجئ المسيح إلى أرضنا هو الذى أنشأ تقويماً جديداً لنا وليس صلبه. لذلك فإن ميلاد المسيح هو الذى يبدأ به تقويم عهدنا الجديد، أما صلبه فكان بعد أن أكمل استعلانه لذاته وأتم رسالته متدرجاً فى ذلك من يوم ميلاده كطفل إلى أن استعلن مجده كاملاً بالصلب والقيامة. وكأن حياته على الأرض تمثلها دورة القمر الذى يبدأ هلالاً يبزغ فى وسط ظلمة الليل الدامس، ثم يكبر قليلاً قليلاً إلى أن يكتمل بدراً مضيئاً بعد دورة تستغرق أربعة عشر يوماً!!

ما هي كيفية عمل الفصح الأول (خروج 12)؟👇👇👇

1-  إختيار الخروف: 


خروف الفصح


فى 10 نيسان يأخذ كل بيت شاه من الخراف أو الماعز بحسب عدد النفوس فإن كان البيت صغيراً ولا يستطيع أن يقوم به بمفرده يشترك مع جاره أو قريبه ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى أنه كان يلزم تواجد عشر أشخاص على الأقل داخل البيت لعمل الفصح. ويشترط فى الخروف أن يكون:  + بلا عيب .     +  ذكراً.    +  ابن سنة (حولياً) .   + تحت الحفظ إلى اليوم 14من هذا الشهر.   + يلزم أن يكون شاه صحيحة بلا عيب لانه  مثال حمل الله الذى بلا عيب ولا دنس لقد دعى المسيح المخلص بالحمل .

وأيضا الحالة التى يتطلبها الله من مقدم الذبيحة. و تشديد الله على طهارة الحمل ونقاوته من كل عيب انما لكي نسعى للتشبه بالذى فدانا ودعانا إلى الإتحاد به " نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ" (بطرس الأولى 15:1) ويلزم أيضاً أن تكون الشاه ذكراً ابن سنة، فدية عن الأبكار الذكور فى كل بيت من بيوت اليهود الممثلين للأمة كلها، وإشارة إلى رئاسته لكونه عريس كل المؤمنين (انظر كورنثوس الثانية 2:11)... "29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ" (يوحنا 29:3).. وكونه حوليا ابن سنة فهذا يشير إلى أنه شاب ليس فيه ضعف الشيخوخة، ولا يعتريه القدم.

 بل يبقى دائماً جديداً فى حياتنا. كما أنه من الممكن أن يأخذوه من الخرفان أو الماعز"ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر". لكي يفحصه رب الاسرة فحصاً دقيقاً حتى يمكنه الحصول على آخر إذا اكتشف فيه عيباً.

  تطبيق ذلك على الرب يسوع. فقد دخل أورشليم يوم أحد الشعانين حيث يصلب وظل هناك تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من الشهر، وصلبوه يوم عيد الفصح ليكون هو فصحنا الحقيقى.

وكونه تحت الحفظ 4أيام قبل ذبحه، إنما يشير إلى الأربع فترات التى تغربتها البشرية حتى تدخل بدم الفصح الحقيقى إلى السماء. وهذه العصور هى عصر ما قبل الناموس (الشريعة المكتوبة) وعصر الناموس ثم عصر الأنبياء وأخيراً عصر المسيح.

2-  ذبح الخروف: 

" يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ" (خروج 6:12) فى فترة " بَيْنَ العِشَاءَيْنِ"

     "يذبحه كل جمهور إسرائيل..." فعلى الرغم من أن آلافا من الخراف يتم ذبحها فى الفصح إلا أن الوحى لا يتكلم إلا عن خروف واحد يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل... فعلى مدى الإصحاح كله لا يأتى ذكر الخروف بالجمع إطلاقاً. فليس هناك فى فكر الله منذ الأزل إلا خروف واحد مذبوح عن خطايا العالم أجمع ـ هو خروف الجلجثة. وما هذه الخراف كلها التى أمر الله موسى أن يطلب من الشعب ذبحها إلا رمزاً لهذا الحمل الإلهى المزمع أن يفدى الخليقة كلها بدمه.

      وعلى الرغم من أن رب البيت فى كل أسرة هو الذى كان يقوم بذبح الخروف نيابة عن أفراد الأسرة، إلا أن كلام الله لموسى يشير إلى خروف واحد يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل معاً فى وقت واحد، إشارة على إجماع الشعب مع رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين على صلب المسيح وصراخهم أمام بيلاطس الوالى

      كان خروف الفصح البرئ يذبح نيابة عن مقدمه، وبهذا كان يعتبر فدية.. ولما كان المسيح قد صلب عن البشرية، ومات وطعن فى جنبه بالحربة وسال منه دم وماء، أعتبر أنه ذبح.

3-  رش الدم:

"7وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا" (خروج 7:12) ليكون الدم علامة على البيوت يميزها عن بيوت المصريين (انظر خروج 13:12).وقد كان الدم يرش بباقة من الزوفا حسب أمر موسى (خروج 22:12).


خروف الفصح

      

     لكن لماذا على الباب وقائمتيه وعتبته العليا؟ الباب مدخل الحياة أو الموت، وكان الدم قديما يعتبر هو الحياة عينها فإذا حمل الباب الدم يكون قد حمل فى الواقع الحياة، وهكذا يلقى هذا الطقس ضوء على قول المسيح "أَنَا هُوَ الْبَابُ" (يو9:10) ليس الباب فقط بل الباب المسفوك عليه الدم الإلهى، فهو حقاً باب الحياة وباب السماء! و رش الدم على العتبة العليا دون السفلى حتى لا يداس بالأقدام           

     يقول التقليد اليهودي أن نبات الزوفا هو الزعتر أو السعتر، استخدم فى الكتاب المقدس للتطهير من البرص (لاويين 4:14-6) ومن الخطية (مزمور 7:51) ومن الأوبئة (لاويين 49:14-51) وللطهارة الطقسية (عدد 6:19، 18) واستخدم أيضاً لرفع إسفنجة من الخل التى قدمت للسيد المسيح على الصليب (يوحنا 29:19) ويقال أن الزوفا نبات عطرى الرائحة ينبت فى الجدران وفى الصخور.

      4-     تجهيز الخروف: إذ كان بعد أن يجعلوا الدم على القائمتين والعتبة العليا يشك فيه(الخروف) سيخان من الحديد يجوزه الأول طولا والآخر عرضا ثم يلقى هكذا فى وسط النيران "مصلوبا". كانت لحوم الذبائح عادة تطبخ فى الماء (صموئيل الأول 14:2-15) ولكن كان الأمر الصادر لهم بخصوص الفصح هو أن يأكلوه مشوياً بالنار. وعلى شكل صليب لان الله كان يلفت الأنظار إلى الفصح الحقيقى فى ملء الأزمنة لأن المسيح له المجد احتمل آلاما مريرة فى نفسه وجسده

5-  أكل الخروف:

أ-   يؤكل الخروف مشوياً مع الفطير على أعشاب مرة:

   كان عليهم أن يأكلوا الفطير وليس الخبز المختمر مدة سبعة أيام،لأن الخمير يشير إلى الخطية والشر، رقم 7 يشير إلى الكمال. والمعنى هنا أن المؤمن الذى تقدس بدم حمل الفصح الجديد، يجب عليه أن يمتنع عن الخطية حياته كلها التى يرمز لها بالسبعة أيام.

   أما الأعشاب المرة فهى لتذكير الشعب بالآمه وعبوديته المرة التى عانى منها فى مصر، وكانت ذبيحة الفصح هى لنجاته وخلاصه من عبوديته كما أنها إشارة إلى شركة الآمنا مع الحمل الإلهى "10لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ" (فيلبى 10:3)             

ب- يأكلون بعجلة (بسرعة) (خروج 11:12) وأحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم فى أرجلهم وعصيهم فى أيديهم.

جـ- لا يخرج اللحم من البيت إلى الخارج(بيت واحد فقط) .و لابد لهم أن يأكلوا الخروف إشارة إلى قبول الفادى الذي يتحد لحمه بلحمنا.

د-  عظماً من عظامه لا يكسر (خروج 46:12).  والمسيح عظمه من عظامه لا تكسر

هـ-  لا يبقون منه شيئاً إلى الصباح والباقى يحرقونه بالنا (خروج 10:12) تعبيراً عن بساطة الإتحاد وكماله غير المتجزئ والباقى من الحمل كان يحرق بالنار تنبيهاً للذهن أن الموضوع أكثر من أن يكون أكلاً ساذجاً، فلحم خروف الفصح يحمل سراً يفوق مجرد الأكل وهكذا أنزل المسيح من الصليب فى مساء يوم صلبه وموته

6-  المشتركون فى أكل الخروف: 

يأكله بنو إسرائيل ولا يأكله الغرباء إلا إذا اختتنوا أولاً وكل غريب أو نزيل يختتن، له أن يأكل من الفصح. بل حتى العبيد والخدام أيضاً (خروج 44:12) كما لا يجوز للإنسان النجس أن يأكل منه (انظر عدد 6:9-13).

 المختتن فقط هو الذى يأكل من الخروف. والختان كان علامة الإنضمام إلى جماعة الله. والختان كان رمزاً للمعمودية التى بدونها لا حق لإنسان أن يتمتع بباقى الأسرار الكنسية المقدسة وبركاتها.

كما أن الإنسان النجس لا يجوز أن يأكل منه، إلا فإنه موتاً يموت. وفى هذا إشارة إلى أن من يستهين بذبيحة المسيح الكفارية ـ الفصح الحقيقى ـ نصيبه الموت الأبدى (عبرانيين 28:10-29).

       الفصح والتقاليد القديمة

      كان وليمة خروف الفصح تبدأ بعد غروب الشمس وتستمر حتى وقت متأخر من الليل، وكان يجب أن تتم داخل أسوار أورشليم. وأثناء الإحتفال بأكل خروف الفصح تقام صلوات وليمة الفصح التى كان يرأسها رب الأسرة.    

      وطبقاً لما جاء فى التلمود الأورشليمى، كانت تشرب أربعة كؤوس من الخمر (النبيذ) فى عشاء الفصح. ومن وقت تقديم ذبيحة المساء فى الهيكل حتى عشاء الفصح، كان لا يؤكل شئ بتاتاً حتى ما يقبل عليه الجميع بإستمتاع ولذة...

      كان الإحتفال يبدأ بالتقديس، يتلوه تناول الكأس الأولى من عصير الكرمة، ثم يسأل أحد الجلوس عن أهمية هذا اليوم فيجيبه رئيس المتكأ أنه " بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ" (خروج 14:13) يعقبها تسبيح الجزء الأول من الهليل (مزمور 113) "1هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ" ومزمور 114 "1عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ" ثم الكأس الثانية وبعده طقس غسل الأيدى، ثم يؤكل جزء من الأعشاب المرة موضوع بين شطرتين من الفطير (خبز بدون خمير) بعد ذلك الكأس الثالثة، ويقومون "بفتح الباب"، أثناءها يسبحون بالهليل مزمور 115 "1لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا"، ومزمور 116 "1أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي" ومزمور 117 "1سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ" الذى ما زالت تسبحة كنيستنا فى كل عشية، ومزمور 118 "1اِعترفوا للرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ" بلحن طويل وهو نفس المزمور الذى يسبح به حتى الآن فى الكنيسة فى صلاة تسبحة نصف الليل والمعروف باسم الهوس الثانى، ثم يتناولون الكأس الرابعة، ثم ترفع تضرعات إلى الله لكى يقبل منهم هذه الخدمة.

      أما عادة "فتح الباب" فقد دخلت إلى طقس وليمة الفصح فى عصور يهودية متأخرة فقد كانوا فى جميع البيوت اليهودية بعد أن يشربوا الكأس الثالثة، أو كأس البركة، يفتحون الباب ليدخل إيليا النبى، وكان يوضع على اسمه كأس إضافية على المائدة، بوصفه السابق لمجئ المسيا "ليت الله كلى الرحمة يرسل لنا إيليا النبى... الذى سوف يعطينا البشارة المفرحة والخلاص والتعزية وقد سأل التلاميذ المسيح مرة " فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟" فأجابهم المسيح " إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا" (متى 10:17، 12)

v    ملاحظات : كان على رب البيت أن يقوم بعزل الخمير فى غروب يوم 13 نيسان ـ الذى هو بداية يوم 14 نيسان - حيث أن اليوم فى التقويم العبرى يبدأ من الغروب وينتهى بغروب اليوم التالى. بأن يفتش بشمعة مضاءة كل المواضع التى يحفظ فيها الخمير عادة، ثم يعزل الخمير من البيت. وكان قبيل البدء بالتفتيش كان يرفع دعاء "مبارك أنت يا يهوه إلهنا، ملك كل البشر يا من قدستنا بوصاياك، وأمرتنا أن نبعد الخمير" وبعد أن ينتهى من هذه العملية يقول "كل الخمير الذى فى حوزتى. الذى رأيته والذى ابصره، ليصر عديم الوجود، وليحسب كتراب الأرض"... إلى هذا التفتيش المجازى يشير بولس الرسول فى قوله " نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ" (كورنثوس الأولى 7:5).

v    كان يمتنع عن أكل شئ فيه خمير قبل ظهر يوم 14 نيسان وكان لنزع الخمير طقس خاص عند اليهود وهو أنه يوضع رغيفان على دكة فى الهيكل، فكان كل الشعب يأكل الخمير مدة بقائهما على الدكة، ومتى رفع أحد الرغيفين عن الدكة إمتنع الجميع عن الخمير ولكنهم لا يحرقون الباقى منه إلا عند رفع الرغيف الثانى

      كانت ذبيحة المساء وهى ذبيحة المحرقة الدائمة التى تقدم فى الهيكل، كانت تذبح عادة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وتقدم على المذبح فى الثالثة والنصف. وفى عشية الفصح كانت تذبح مبكراً ساعة. وإذا وقع 14 نيسان يوم الجمعة كانوا يبكرون ساعتين حتى يتجنبوا يوم السبت وفى مناسبة صلب المسيح يوم الجمعة العظيمة ذبحت ذبيحة المساء فى الساعة الواحدة والنصف، وقدمت على المذبح فى الثانية والنصف بعد الظهر وكانت ذبيحة المساء تسبق ذبيحة خروف الفصح. أى أن رب المجد صلب فى نفس الوقت الذى كان يذبح فيه خروف الفصح.

      بينما كانت خراف الفصح تذبح كان الكهنة يبوقون بأبواقهم الفضية ثلاثا كانت ترانيم التسبيح تتألف مما يعرف باسم الهليل Hallelالتى تشتمل على المزامير من (113 - 118).

للدخول على (عيد الفطير-عيد باكورة الحصاد-عيد الخمسين) 👌👌👌   اضغط هنا

للدخول على (عيد المظال - عيد الأبواق ) 👌👌👌   اضغط هنا

للدخول على يوم الكفارة 👌👌👌   اضغط هنا



إرسال تعليق


أحدث أقدم

نموذج الاتصال