آخر الأخبار

هل الله يندم !!!!

 هل الله يندم ؟؟؟

هل الله يتأسف ؟؟؟؟

هل الله يحزن ؟؟؟

هذا ما سنعرفه فى هذه المقالة >>>>>>> تابعونا 👇👇👇

" فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه" (تك 6: 6)
" فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه" (خر 32: 14)
" والرب ندم لأنه ملَّك شاول على إسرائيل" (1صم 15: 35)


هل الله يندم !!!

الرد
إن الله كلى المعرفة لأن كل شىء مكشوف وواضح أمامه ولا يخفى عنه شىء ، فهو كلى القدرة والقادر على كل شىء وضابط الكل ، كل شىء فى الكون وفى الأرض ممسوك بيديه" لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي.. رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي" (أش 46: 9، 10).. 
" لأني أنا الرب لا أتغيَّر" (ملا 3: 6).
إن الله كائن بسيط وفى طبيعته ثابت لا يتغير ، ولكن تتغير معاملته للإنسان لتغير موقف الانسان نفسه ، فنحن نعرف من الكتاب المقدس كيف خالف آدم وحواء وصية الله وأكل من شجرة الخير والشر "أوصى الرب الإله آدم قائلًا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2 : 16، 17) فكانت هذه الوصية هى اختبار لطاعة آدم وحواء لوصية الله ، ولكنه سقط وخالف الوصية بسبب تغير موقفه.
فإذا خالف الانسان الوصية الإلهية يكون مدانا للعقوبة الالهية ، وإذا رجع الانسان عن شره الى الخير فيستحق الرحمة الإلهية ،وهذا يتمشى تمامًا مع العدل الإلهي لأن الله ليس بظالم، الله يكره ويبغض الشر ويفرح بعودة التائب الى حظيرته "أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ." (لو 15: 7).

الكتاب المقدس يستخدم تعبيرات بشرية للتعبير عن الله وعلاقته بالانسان ، الله كما قلنا كائن بسيط وغير مركب ، وليس لديه ذراعين أو رجلين أو أعين أو أية أعضاء اخرى كما فى خلقة وطبيعة الانسان ، وقد استخدم الوحى الالهى مثل هذه الكلمات ( يحزن ... يكتئب ... يندم .... يتأسف .... إلخ)  ليعبر عن حجم وبشاعة الخطية ، فبعد أن سر الله بخلق الإنسان، وقال عنه أن " حسن جدًا" (تك 1: 31) عاد وحزن لأن هذا الإنسان موضع سرور الله قد هوى في بئر الخطية والشر.. إنه تعبير بشري يحمل معنى مدى نفور الله من الشر من جانب، ومدى شفقة الله على الإنسان الذي سقط وحلَّ به العقاب الإلهي من جانب آخر .

إن تعبير " حزن الله.. وتأسف في قلبه " يعبر عن مدى محبة الله للإنسان، وتعبير " ندم الله " يحمل معنى الشفقة الإلهية على ما آل إليه حال الإنسان، ولذلك قال المزمور عن الله " فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم. وذكر لهم عهده وندم حسب كثرة رحمته" (مز 106: 44، 45) فعندما يخطئ الابن ويعاقبه الأب، لكيما يرده إلى جادة الصواب. كم يكون الأب متألمًا ونادمًا لما أصاب ابنه من العقاب؟! وهكذا يعاقب الله الإنسان ويتألم لألمه، وإن كان الندم ينشأ لدى الإنسان بسبب حدوث شيء لا يتوقعه، فإن مفهوم الندم لدى الله أنه غيَّر قضاءه بالنسبة للإنسان، فهل محب البشر يهلك البشر!!.

الله يتفاعل مع خليقته ومع حياتهم ، فحينما يقول انه ندم لا يقصد انه عرف بعدما خلقهم ان هذا سيحدث ، لكنه تعبير ليدل على ان الانسان سيحرم من حضور الله فى حياته ويحرم من شخص الله ومن عنايته .

تعبير ” ندم الله ” هو تعبير يدل بالاكثر على ان الله سيتصرف بشكل مختلف مع هذا الوضع 
على سبيل المثال :
"نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». فَاغْتَاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ." 1صم 11:15
فندمه انه جعل شاول ملكا فيه تعبير انه سيغير تعامله مع الوضع الجديد
وفى سفر ارميا :
"فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ." إر 10:18
هنا يوضح اكتر ان فعل الشر سيجعل الله يغير تعامله مع الانسان فعبر عنها بالتعبير ” اندم “

يقول القديس أغسطينوس : فى تفسيره للآية " فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه" (تك 6: 6)

( ولكن بما أن الله رأى كل الأشياء، ولذلك لم يكن يجهل أن الإنسان أيضًا سيسقط، ينبغي لنا أن نفكر في هذه المدينة المقدسة فيما يتعلق بما سبق الله وعينه، وليس وفقًا لأفكارنا الخاصة التي لا تشمل تدبير الله. فإن الإنسان بخطيته لم يستطع أن يعطل المشورة الإلهية، ولا أن يجبر الله على تغيير ما قضى به. لأن معرفة الله المسبقة كانت قد تنبأت بكليهما، أي إلى أي مدى سيصبح الإنسان الذي خلقه صالحًا شريرًا، وأي خير يجب أن يستمده منه أيضًا. لأنه على الرغم من أن الله يُغيِّر قراراته (حتى أن الكتاب المقدس يقول بطريقة استوائية أن الله حزن)، فإن هذا يُقال بالإشارة إلى توقعات الإنسان، أو ترتيب الأسباب الطبيعية، وليس بالإشارة إلى ما يريده الإنسان. لقد كان الله يعلم أنه سيفعل. ولذلك فإن الله، كما هو مكتوب، صنع الإنسان مستقيماً، وبالتالي بإرادة صالحة. لأنه لو لم تكن له إرادة صالحة لما كان مستقيماً. فالإرادة الصالحة إذن هي عمل الله. لأن الله خلقه بها. لكن الإرادة الشريرة الأولى، التي سبقت كل أفعال الإنسان الشريرة، كانت نوعًا من التراجع عن عمل الله إلى أعماله الخاصة أكثر من أي عمل إيجابي.)

ويقول أيضاً القديس أغسطينوس فى كتابه (مدينة الله):
 ("غضب" الله لا يتضمن أي اضطراب للعقل الإلهي. إنه ببساطة الحكم الإلهي الذي يصدر حكمًا على الخطيئة. وعندما "يفكّر الله ثم يعيد أفكاره"، فهذا يعني فقط أن الحقائق المتغيرة ترتبط بعقله الثابت. لأن الله لا يستطيع أن "يتوب"، كما يتوب البشر، عما فعله، لأن حكمه ثابت في كل شيء كما أن علمه المسبق طاهر. ولكن فقط من خلال استخدام مثل هذه التعبيرات البشرية يستطيع الكتاب المقدس أن يجعل أنواع القراء المتعددة الذين يريد مساعدتهم يشعرون وكأنهم في وطنهم. بهذه الطريقة فقط يمكن للكتاب المقدس أن يخيف المتكبرين ويثير الكسلان ويثير التساؤلات ويوفر الغذاء للمقتنعين. وهذا ممكن فقط عندما ينزل الكتاب المقدس إلى مستوى القراء الأدنى. ) مدينة الله 15,25.5

يقول القديس غريغوريوس اسقف نيصص :
( كثيرًا ما ينسب الكتاب المقدس تعابير إلى الله بحيث تبدو متوافقة تمامًا مع تعابيرنا، على سبيل المثال. "فغضب الرب فندم على خطاياهم"؛ وأيضًا: ""ندم لأنه مسح شاول ملكًا""؛ وأيضاً "استيقظ الرب كالنوم"مز 65:78. وإلى جانب هذا، يذكر جلوسه وقيامه وحركته ونحو ذلك، وهي ليست حقيقة مرتبطة بالله، ولكنها لا تخلو من استخدامها كمسكن لمن هم تحت التعليم. لأنه في حالة الجامحين جدًا، فإن إظهار الغضب يقيدهم بالخوف. ولمن يحتاجون إلى دواء التوبة، يقول أن الرب يتوب معهم على الشر، والذين يتكبرون في الرخاء يحذرهم بتوبة الله عن شاول أن حظهم ليس ملكًا أكيدًا، على الرغم من أنه يبدو أنه يأتي من الله. لأولئك الذين لم يغمرهم سقوطهم الخاطئ، بل قاموا من حياة الغرور كالنوم، يقال إن الله يقوم من النوم. أما الذين يثبتون على البر فهو يثبت. للجالسين على البر أنه يجلس. وأيضًا في حالة الذين انتقلوا عن ثباتهم في البر، فإنه يتحرك أو يمشي. كما في حالة آدم يسجل التاريخ المقدس مشية الله في الجنة في برد النهار[تك 8:3]، مما يدل على سقوط الإنسان الأول في الظلمة، وبالحركة ضعفه وعدم استقراره في ما يتعلق بالبر.)

ويقول نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى :
 " إن الله لا يندم كما يندم الإنسان، فإن الندم في الإنسان (يرجع) إلى جهل الإنسان وقصور علمه، فيندم لأنه لم تأتِ النتائج كما كان يتوقعها، أو كما كانت في حسبانه، وليس الله كالإنسان في ذلك، فإنه كقول الكتاب المقدَّس (معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله) (أع 15: 18).. إن الله لا ينفعل بالندم كما ينفعل الإنسان، لأن الانفعال ضعف. أما الله فهو (القادر على كل شيء) (تك 48: 3).. وإذًا فالله تعالى لا يندم كما يندم الإنسان، لأن الندم في الإنسان دليل جهله وعدم علمه، ودليل ضعفه. أما الله فهو يجل عن الجهل ويجل عن الضعف. إذًا لماذا ينسب الكتاب المقدَّس في بعض المواضع الندم إلى الله؟ "

الخلاصة :
+ الكتاب المقدس قدم ان الله ثابت غير متغير ولا يندم كما اقرت نصوص واضحة فى التوراة نفسها.
+ كلمة ندم الله  بمعنى انه بينسب لله مشاعر انسانية بكونه متفاعل مع خليقته ومسؤول عنها ومعني برعايتهم.
+ الفعل يوضح ليس تغير الله ولكن هو ان يبدأ بتصرف بشكل مختلف مع القضية بعدما تغير قلب الانسان.
+ تعبير ” ندم الله ” مفهومه ان الله يكره الشر فى الانسان وبين هذا الكره للشر بانه شعر بالحزن بما وصل اليه الانسان ودا تاكيد ايضا على ان الله لا يتغير فهو فى كل حين والى الابد من يحزن قلبه هو شرور الانسان.

+++ والمجد لله دائماً +++

إرسال تعليق


أحدث أقدم

نموذج الاتصال