آخر الأخبار

عيد النيروز - عيد رأس السـنة القبطية - عيد الشـهداء ( ١٧٤٠ للشـهداء )


 عيد رأس السـنة القبطية

1) مقدمة على التقويم

+ التقويم عبارة عن إحصاء الأيام والشهور والفصول والسنوات وتحديدها وربطها بحادثة معينة لتكون دليلا ومرشدا يقارن أو يرتب الحوادث التاريخية .

+ ويرتبط نشاط الإنسان الزراعى والصناعى والتعليمى بالتقويم كما ترتبط الأعياد والمواسم الدينية بالتقويم أيضا .

+ وقد دل إختبار الأمم التى بلغت شأنا عظيما من الحضارة أن التقويم العلمى السليم هو الذى يصح لمثل هذه الأمم وهو ما ينطبق على التغيرات الجوية , بحيث تقع الفصول المناخية الأربعة فى موعدها تماما بلا إختلال أو تصحيف .

+ لقد أجمع المؤرخون على أن المصريين هم أول من قسم الزمن فقال أقدمهم , أبو التاريخ هيرودوت : ( أما ما يتعلق بأمور البشر فالجميع على اتفاق فى ذلك وقد كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة وقد قسموها الى اثنى عشر قسما بحسب ما كان لهم من معلومات عن النجوم . ويظهر لى أنهم أحذق من الأغارقة " اليونانيين " الذين يحسبون شهرا كبيسا كل ثلاث سنين تكلمة للفصول . فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوما ويضيفون خمسة أيام الى السنة لكى يدور الفصل ويرجع الى نقطة البداية ).

+ وقد بدأ المصريون أولا باليوم وكان يبدأ من منتصف الليل ويستمر الى منتصف الليل الذى يليه ثم عرفوا الشهر الهلالى ولإحتياجهم الى فترة زمنية معلومة تربط بين اليوم والشهر نظموا الأسبوع .

+ ويذكر المؤرخ ديون كاسيوس( DION CASSIUS ) أن المصريين سموا الأيام السبعة بأسماء السيارات وهى ) زحل ، المشترى ،المريخ ،الشمس ،الزهرة ، عطارد ،القمر)

+ وبعد أن انتهوا من ترتيب الأسبوع وأيام الشهر القمرى على ما ذكرنا راحوا يراقبون التغيرات المناخية والزراعية والفيضان فاستدلوا منها على أن الاعتماد على القمر لا يرتبط مع الدورة المناخية والزراعية والفيضان فاستبعدوا من حسابهم الاعتماد على القمر كأساس للتقويم واكتشفوا السنة الشمسية وقسموها الى إثنى عشر شهرا ورمزوا للسنة بهذه العلامة ولفظوها rompi أما الشهر ويسمونه dbot فقسموه الى ثلاثين يوما ثم قسموا الشهر الى أسابيع .

+ فالمصريين القدماء لم ينظموا تقويمهم بطريق الصدفة بل إستنبطوه بحكمة بالغة ومقدرة فائقة من طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم ( سبدت ) عند قدماء المصريين هو بعينه نجم ألفا من مجموعة نجوم كلب الجبار المعروف باللغات الأوربية.

عيد النيروز


 إذن السنة القبطية المصرية ليست سنة شمسية قطعا وليست سنة قمرية وليست نجميه مطلقة وإنما سنة نجمية شعرية لتحديد طولها على أساس طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعرى اليمانية (سبدت عند قدماء المصريين).

2) تسمية الشهور المصرية

+ لم يطلق قدماء المصريين على شهورهم فى بادئ الأمر أسماء بل اكتفوا بالقول فى الشهر الأول ثم الثانى .. الخ بالتعبير عنها بالارقام ولكن فى عهد الفرس فى أيام الأسرة السادسة والعشرين وفى القرن السادس قبل الميلاد أطلقوا على كل شهر اسم تذكار عيد معين وقد كانت هذه الأسماء شائعة على أفواه الشعب ولو أنها لم تكن مدونة.

+ ويرجع الفضل الى وضع التقويم المصرى ونسبه إلى العلامة الفلكي الأول  ( توت ) ، وتقديرا من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلى مصاف الآلهة، وصار (توت) هو اله القلم والحكمة والمعرفة. فهو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية. وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظه المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم.

وهذه أسماء الشهور والفصول👇👇👇

توت وبأبة وهاتور وكيهك ......................... زمن الفيضان

طوبة وأمشير وبرمهات وبرموده ................. فصل الزراعة
بشنس وبؤونة وأبين ومسرى ...................... فصل الحصاد
الشهر الصغير ( النسئ ) ........................... فرصة أعياد ومهرجانات


و في الحادي عشر من سبتمبر كل العام يبدأ العام القبطي الجديد للشهداء الأطهار ، عيد النيروز ، وهو اليوم الأول من شهر (توت) من السنة القبطية ( ســـنة الشـــــهداء ) ولكن فى السنة الكبيسـة ( ٣٦٦ يوم ) يكون عيد رأس السنة القبطية هو يوم ١٢ سـبتمبر


3) تقويم الشهداء

+ الكنيسة تتشفع بالشهداء وهذه عقيدة إيمانية إنجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة من البداية، وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في كل الكتب الطقسية والليتورجية ووتشفع بهم بعمل تسابيح روحية فى كل عيد لهم على مدار السنة القبطية .

+ حدث فى أيام دقلديانوس اضطهادات قاسية على الديانة المسيحية عامة والأقباط خاصة , والحق يقال أن كل الاضطهادات التى شنتها الدولة الرومانية على المسيحية ابتداء من نيرون لتتضاءل إزاء ضراوة ووحشية سلسلة الاضطهادات التى بدأها " دقلديانوس " وأكملها اعوانه .


عيد النيروز


+ لقد أصدر دقلديانوس بالاتفاق مع معاونيه فى 23 فبراير سنة 303 م منشورا يقضى بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد جميع ذوى المناصب الرفيعة من المسيحين وحرمانهم من الحقوق المدنية , وحرمان العبيد من الحرية إن أصروا على الأعتراف بالمسيحية . كما نص المنشور على معاقبة من يخالف ذلك دون تحديد العقوبة.

+ كما أصدر دقلديانوس منشورين متلاحقين فى مارس سنة 303 م يقضى أولهما بسجن جميع رؤساء الكنائس , ويقضى ثانيهما بتعذيبهم بقصد قسرهم على جحد الإيمان. ولقد استشهد من القباط مئات الالاف من جراء هذه الاضطهادات , ورغم أن دقلديانوس لم يبدأ اضطهاده للمسيحيين إلا سنة 303 م إلا أنه لفظاعة هذا الاضطهاد اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكم هذا الطاغية وهى سنة 284 م بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء .

+ وقد أحصي عدد القتلى من شهداء قبط مصر بيد ديقلديانوس فقيل أنه بلغ 840 ألف شهيد.

+ ويسير تقويم الشهداء على نظام التقويم المصرى القديم الذى يتخذ نجم سبدت Spdt ( الشعرى اليمانية ) أساسا لبناء وعدد أيام السنة ويوم الكبيس , أى ان كل اربع سنوات يكون ثلاث منها طول الواحدة 365 يوما فقط وسنة واحدة يكون طولها 366 يوما على أن يضاف اليوم الزائد الى الشهر الصغير أى الى أيام النسئ الخمسة فتصبح ستة أيام فى تلك السنة. 

4) الأعياد وتقويم الشهداء

رتبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعيادها طبقا لتقويم الشهداء وعلى ذلك فإذ تقرأ السنكسار نرى جميع الأعياد ( سواء الأعياد السيدية أو أعياد العذراء والملائكة والشهداء والقدسيين ) مرتبة على أيام السنة القبطية كلها . كما تجمع كتب الطقوس " سواء كتب الترتيب أو القطمارس " على ما جاء فى السنكسار من أعياد وتذكارات .

التقويم الميلادى وتقويم الشهداء

صار تقويم الميلاد مع تقويم الشهداء جنبا الى جنب فى الحساب الواحد , حتى سنة 1582 م حيث أجرى البابا الرومانى غريغوريوس تعديلا فى تقويم الميلاد المعروف بالتعديل الغريغورى .ولكن ظل تقويم الشهداء كما هو وبموجبه يبلغ طول السنة 365 يوما + 6 ساعات وبهذا يفترق طول السنة الشمسية ) الميلادية ( وهو )365 يوما + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية ( عن سنة الشهداء بمقدار 11 دقيقة + 14 ثانية , وهذا الفرق يتجمع مع توالى السنين فيصل الى يوم كامل أى 24 ساعة فى كل 128 سنة مما أحدث فرقا بين التقويم الميلادى وتقوم الشهداء مقداره 13 يوما فى وقتنا الحاضر .

 فئات الشهداء

+ عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة فتجد منهم :

الأمراء، والنبلاء، والولاة،والضباط والجنود في الجيش الروماني،وأساقفة، وقسوس،وشمامسة،ورهبان وراهبات،وكل الفئات العمرية.

+ مع الوضع فى الإعتبار كما كان الشــهداء فئات ، كانوا أيضاً أنواع ، فكان منهم :

- شهداء من أجل الدين لأنهم كانوا مســيحيين .

- شهداء من أجل العقيدة لأنهم كانوا أرثوذكس ، ولم يفرطوا فى كلمة أو حرف من العقيدة ولم يقبلوا الخلط أو التغيير .

- شهداء من أجل العفة لأنهم كانوا أطهار وكان لسان حالهم يقول : " الموت أُخفِ من الدنس " .

- شهداء من أجل المبدأ .

- شهداء من أجل النطق بكلمة الحق .



فلا يعتقد واحد من الناس أن كل شهداؤنا كانوا كلهم من الدين المسيحى فقط ، فهناك الألاف من أجل العقيدة الأرثوذكسية .


كل عام وأنتم بخير ..........


إرسال تعليق


أحدث أقدم

نموذج الاتصال